رامي الحمداني: الإعلامي الذي زرع الابتسامة في عيون الفرح
للكاتب كامل الكعبي
بحق الاعلامي رامي الحمداني
في عالمٍ يكثر فيه الحديث عن الفساد والفشل الإداري، يبرز بيننا أشخاص يحيون الإنسانية بجهودهم الصادقة ومواقفهم النبيلة. ومن هؤلاء الإعلامي والصحافي الأكاديمي رامي الحمداني، الذي يُقدّم برنامج “البغدادية والناس” على قناة البغدادية، حيث استطاع من خلال برنامجه أن يرسم الابتسامة على وجوه الفرح وأطفال أم فرح في بغداد، بإسهام بسيط وإنساني.
رامي الحمداني، المعروف بتعامله الراقي وأسلوبه المميز، قدّم مثالًا حيًا على الإنسانية التي نفتقدها في حكومات متعاقبة لم تتمكن من معالجة مشاكل الفقر والعوز. في إحدى حلقات برنامجه، قام الحمداني بزيارة حديقة الزوراء في بغداد، حيث التقى بأطفال عائلة أم فرح الذين يعيشون في ظروف صعبة. لم يكن اللقاء مجرد واجب إعلامي، بل كان لقاءً إنسانيًا نابعًا من القلب، حيث وزع الحمداني كلمات الحب والاحترام والاعتذار لهؤلاء الأطفال، معتذرًا عن الفقر والعوز الذي يعيشونه، والذي فشلت الحكومات في حله.
لم يكتفِ الحمداني بالكلمات فقط، بل طالب في برنامجه بأن تكون حديقة الزوراء مجانية للفقراء وعوائل الشهداء خلال الأعياد والمناسبات. هذه المطالبة لم تكن مجرد اقتراح، بل كانت دعوة صادقة للمسؤولين للنظر في حال هؤلاء الأطفال والعوائل المحتاجة، ومحاولة تقديم شيء بسيط يسعدهم في هذه المناسبات.
موقف رامي الحمداني يعكس روح الإعلام الحقيقي الذي يسعى للتغيير الإيجابي في المجتمع، ويؤكد على دور الإعلامي في أن يكون صوتًا للضعفاء والمحرومين. لقد أظهر الحمداني أن بإمكان الإعلام أن يكون أداة قوية لنشر الخير والفرح، وأن الكلمة الطيبة قد تكون أكثر تأثيرًا من أي جهد مادي.
إن موقف الحمداني يستحق الإشادة والتقدير، فهو لم يكن مجرد إعلامي يقدم برنامجًا، بل كان إنسانًا يحمل رسالة حب وسلام لكل من حوله. نأمل أن يكون هذا الموقف مثالًا يحتذى به لكل من يعمل في مجال الإعلام، وأن تكون رسالة الحب والاحترام هي العنوان الأساسي لكل عمل نقوم به.
بهذا الموقف، أعطى رامي الحمداني درسًا للجميع في الإنسانية والبساطة، وأثبت أن الكلمة الطيبة والفعل النبيل يمكن أن يصنعا فرقًا كبيرًا في حياة الناس. تحية احترام وتقدير لهذا الإعلامي الذي جعل من برنامجه منبرًا للفرح والأمل، ونتمنى أن تستجيب الجهات المسؤولة لدعوته النبيلة وتحقق ما يصبو إليه من جعل حديقة الزوراء مكانًا مجانيًا للفقراء وعوائل الشهداء خلال الأعياد والمناسبات.