منذ 21 عاماً، ووزارة الكهرباء في العراق تواصل تقديم عروضها الهزلية للجمهور، حيث تأتي تصريحات الناطق الرسمي كحكايات ألف ليلة وليلة، إلا أن النهايات السعيدة تبدو بعيدة المنال. في كل مرة يُسأل عن تحسين وضع الكهرباء، يتفنن الناطق الرسمي في تزيين العبارات وتقديم التبريرات، بينما يزداد انقطاع التيار وتهديدات العتمة تهيمن على حياة العراقيين.
في بلد يملك احتياطيات نفطية هائلة، يبدو من العجائب أن يعاني المواطن من انقطاع مستمر للكهرباء، لكن يبدو أن “الديمقراطية المظلمة” قد أضافت بُعداً جديداً لفهمنا لمصطلح الظلام. كلما وعدت الوزارة بتحسين، يبدو أن الأمور تزداد سوءًا، وكأننا في عرض كوميدي حيث يتحول كل وعد إلى نكتة.
يتحدث الناطق الرسمي عن خطط ومشاريع وإصلاحات، لكن المواطن البسيط
يرى الحقيقة بوضوح: لا شيء يتغير سوى توالي الأعذار. في ظل الحرارة الصيفية الشديدة، يصبح انقطاع التيار الكهربائي مصدر معاناة حقيقية، حيث أن “المخنوق يرفس” في وجه التصريحات الجوفاء.
وبينما يستمر الناطق الرسمي في تجميل الواقع، يبقى السؤال الأهم: متى ستضيء وعود وزارة الكهربا